الجمعة، 15 أبريل 2011

صفحات ومدونات الشيخ سيد مبارك

نبذة عن الشيخ سيد مبارك

الكاتب الإسلامي سيد مبارك في سطور





* ولد الكاتب الإسلامي سيد مبارك في 1/12/1960 بحي أولاد علام الكائن بمنطقة الدقي في أسرة كبيرة مكونة من تسع أفراد " خمس أولاد وأربع بنات " وكان ترتيبه الخامس بينهم
* عاني في طفولته من الحمي الشوكية التي كان من أثارها ضعف شديد في السمع وضعف في أعصاب اللسان مما أثر فيما بعد في دعوته بالخطابة والمحاضرات التي كانت يشوبها بعض الأخطاء في النطق بسبب هذا العيب ولكن كان له أسلوب جذاب وقدرة وهبها الله له في التأثير في الناس.ثم أجري عملية في المخ لإزالة صديد جعله في غيبوبة ونجحت العملية ولله الحمد والمنة وتبع ذلك بعمليتان ترقيع في الأذنين, وكل هذه العمليات كانت تضعف سمعه حتي أصبح لايستطيع السمع إلا من خلال السماعة الطبية,واعتزل الخطابة وامتنع عن المحاضرات بسبب ذلك ولكن حب الناس له ورغبتهم في الاستماع لأسلوبه السهل الممتنع جعله يعود للدعوة الكلامية من حين لآخر.
* ظل الشيخ يمارس الدعوة بالخطابة أيام الجمع فضلا عن الدروس والمحاضرات بالمساجد منذ 20 عاما إلي الآن ولله الحمد والمنة.
* كان البلاء الذي حل بالشيخ بسبب الحمي الشوكية وما تبعها من عمليات خيرا عليه من وجه آخر فقد وجد نفسه يميل للقراءة والكتابة ربما لأنها السبيل الوحيد لإثبات الذات وفهم الأحداث فكان يقرأ في كنب تفوق سنه في طفولته ثم كثرة قرأته وإطلاعه وبرع في الكتابة بلغة سليمة وشيقة وكانت سببا في اتجاهه للتأليف فيما بعد.
*في عام1982 بعد تخرجه من معهد العباسية شعبة محاسبة حببه الله في دينه ومع الرفقة الصالحة من زملاء عمله دله بعضهم علي الشيخ عمر عبد الكافي وكان في بداية مشواره في الدعوة ثم لازمه بعد ذلك من مسجد لآخر وتأثر بدعوته كثيرا في شبابه.
ثم حببه الله في أهل السنة والجماعة وحضر محاضرات لكثير من العلماء والدعاة كالشيخ الدكتوراسامة عبد العظيم بمنطقة البساتين والشيخ فوزي السعيد برمسيس وغيرهما .
* وعندما لجـأ للتأليف وأثني الناشرين من اصطحاب المكتبات الخاصة مثل المحمودية بالأزهر الشريف التي طبعت أغلب مؤلفاته ومكتبة أولاد الشيخ ومكتبة السنة وسلسبيل ومؤسسة قرطبة وغيرهم علي مصنفاته وأعجبتهم وطبعوا بعضها حتي وصلت مجموع مؤلفاته بأحجام مختلفة والمنتشرة في السوق المصري لأكثر من مائة كتاب ولله الحمد والمنة
*رأي الشيخ بعد أن أصبح عمره 51 في عام 2010 الحالي أن يمارس دعوته لله تعالي في عصر الإنترنت والكمبيوتر لتصل كلماته ومقالاته إلي الكثير من الخلق عملا بقول النبي صلي الله عليه وسلم" لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم"
فقام بإنشاء موقع خاص به وفتح له مدونات وصفحات في مواقع إسلامية واجتماعية كثيرة" مثل موقع" الفيس بوك الاجتماعي"و" مكتوب" و"صفحة في موقع المنهاج والمختار الإسلامي  وغيرهم وشارك بكتابة المقالات الدينية العامة والمنهجية في الكثير من المواقع كموقع الألوكة السعودي ونور الإسلام  وغيرهما والتي يسارع أهل الخير في تناولها ونشرها مرة ثانية في مواقع كثيرة جدا , وللشيخ مقالات نشرتها له مجلة التوحيد لسان أهل السنة في مصر والتي تشرف فيها الشيخ بمقابلة الشيخ صفوت نور الدين والذي وافق علي نشر مقالاته التي كانت جيدة في موضوعاتها ومقبولة من الجميع ولله الحمد والمنة.
كما كانت له حوارات نشر بعضها كحواره مع موقع " وفاء لحقوق المرأة وأهلا العربية" وبعضها لم ينشر بعد.
وأخيرا الشيخ سيد مبارك متزوج من امرأة فاضلة وهي ربة بيت ورزقه الله منها بثلاث أبناء وهم سارة وأحمد وبلال ولله الحمد والمنة والفضل.

الأربعاء، 13 أبريل 2011

الواقع المر ومسلمون بلا هوية

الواقع المر ومسلمون بلا هوية
الحمد لله وكفي والصلاة والسلام علي من أصطفي وبعد..
جميعاً نعلم أن الدين هو أساس حياة الإنسان وسبب سعادته في الدنيا والآخرة والنبي ( منذ بداية البعثة حتي نهاية حياته أي 23 سنة كان جل همه الدعوة لله وتوحيده وعبادته .. وفي سبيل ذلك تحمل مالا يتحمله بشر حتي جاء نصر الله ودخل الناس في دين الله أفواجا , والصحابة الكرام تركوا الأهل والديار والأموال وهاجروا إلي المدينة وشاركوا في
الغزوات فأستشهد منهم ومات من مات وبقي الآخرين يدعون لدين الله ويطبقونه علي أنفسهم .. فحياتهم كانت لله .. وأموالهم لله .. وعبادتهم لله .. حتي توفاهم الله وقد رضي عنهم ورضوا عنه , واستمر الحال هكذا في جيل التابعين وتابعي التابعين. صاروا يدعون لله بلا كلل أو ملل رغم الفتن التي انتشرت , ورغم البلاء الذي أصابهم .. تماسكوا وثبتوا علي الحق لا يضرهم من خذلهم ولا يخافون في الله تبارك وتعالي لومة لائم حتي شهد لهم الرسول الكريم ( لهؤلاء الأجيال الثلاثة بالخيرية ..
 ( خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قال عمران لا أدري أذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعد قرنين أو ثلاثة قال النبي صلى الله عليه وسلم إن بعدكم قوما يخونون ولا يؤتمنون ويشهدون ولا يستشهدون وينذرون ولا يفون ويظهر فيهم السمن)
إنهم أذن مسلمون بلا هوية, مسلمون في البطاقات الرسمية فقط وفي الحياة مستسلمون تماماً للأمر الواقع.
ولا يخفي علي العليل الذي في عينه رمد معرفتهم فضلاً عن المعافى السليم البصر , لان في هذا الزمن ينطبق علينا نص الحديث تماما ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .ً
نعم .. معشر المسلمين ..
في القرن الواحد والعشرين أصبح الدين عند الكثير منا إلا من رحم ربي مجرد طقوس وشعائر بين العبد وربه لا دخل له في الدنيا .. ولهذا نجد المسلم المرتشي والمختلس والسارق يصلي الصلوات في أوقاتها .. لكن لا ترده عن السرقة ولا تنهاه عن الرشوة .. لماذا ؟
لأنه يصلي بلا خشوع ولا يدرك عظمة من يقف بين يديه .. وتجد المرأة المتبرجة العارية التي بشرها النبي ( بالنار أن لم تتوب وتحتشم وتلتزم بالحجاب الشرعي .. تصوم وتذكر أذكار الصباح والمساء وتصلي الضحي , وتتصدق , وربما كانت من أعضاء جمعية تحرير المرأة فلا تعترف بالحجاب وتهاجم الختان ونظام الميراث الذي جعل نصيب الرجل بنصيب امرأتين , وتنكر أمور معلومة بالدين بالضرورة ربما تخرجها من الملة والعياذ بالله .
-وربما نجد مسلمون عن الصلاة غافلون وفي أحاديث الدنيا والتجارة عن نداء ربهم ساهون وإذا قاموا للصلاة قاموا كسالي يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً , والله تعالي يقول:
" فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) ويَمْنَعُونَ المَاعُونَ (7) " - الماعون
ووادي ويل .. وادي في جهنم تستعيذ منه النار نفسها من شدة حره
-وربما تجد كثيرا من العباد يحلفون بالله في الصالح والطالح .. في الحق والباطل .. في الصواب والخطأ , فلفظ الجلالة علي السنة العباد لا يرهب القلوب الميتة ..
- الحلف بالله أمره هين في قلوبهم ولكنه عند الله عظيم ..والله لا أفعل كذا ويفعل .. والله لأفعل كذا ولا يفعل "" في قلوبهم مرضا فزادهم الله مرضا "
وإذا حلف العبد بالله العظيم حدث كذا فلا يصدقه أحد , وربما اتهموه بالكذب والخيانة .. وإذا حلف بالطلاق وأن لم يتزوج صار صادقا وأمينا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وإذ كان الدين عند بعض الناس مجرد طقوس فلن تتغير حياتهم أبدا.. لماذا ؟
لأنه تعالي يقول:
(إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وإذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ ومَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن والٍ (11)-الرعد )
, ولن يكون للدين علاقة البتة فيما يفعلونه الناس في الدنيا من حلال أو حرام ‍‍.
.والبعض الأخر إلا من رحم ربي يتخذ دينه لعبا وسخرية والعياذ بالله ..
فهناك من يسخر من السنة واللحية .. والنقاب بل والحجاب نفسه .. وهناك من يستهزأ بكتاب الله .. بل والملائكة الكرام عليهم السلامة .. وهاهو كاتب ساخر أشتهر بكتابة نصف كلمة في جريدة قومية واسعة الانتشار فقال وبالتحديد يوم الاثنين 19/9/2005 تعليقا عن قلة الوفيات والنعي في جريدة قومية أخري , وأن كان يقصد بكلامه تلميحا ما حدث فيها من تجاوزات فهذا شأنه ,ولكن ما يهمنا هنا تعليقه الذي يأباه كل مسلم غيور علي دينة ويخاف عليه من سقطات هؤلاء الكُتاب المثقفين في علوم الدنيا الجاهلين جهل مركب بعلوم الدين ..
قال تعليقا عن قلة النعي: " لا تفسير لذلك إلا أن سيدنا عزرائيل مشغول جدًا بعدما جاله عقد عمل في العراق !!.
وتعليقي علي هذا الإسفاف إنه أمر خطير فملك الموت لا يصف بأنه عاطل ويبحث عن عمل وقد وصف الله ملائكته بأنهم عباد مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
- والواقع المر الذي نعيشه يجعلنا نسأل .. كيف يزني المسلم وهو يشهد أن لا إله إلا الله محمدا رسول الله .. كيف ؟
-كيف يسرق ويرتشي وهو دائم الصلاة علي النبي ( .. كيف؟
-كيف يشرب الخمر ويتعامل بالربا وفي يده سبحة ولا يفتر لسانه عن ذكر الله تعالي .. كيف؟
وفي المقابل كم مسلم بيننا في عفا لحيته لأن النبي ً أمر بها ويأثم بحلقها.. كم ؟
-كم مسلم بييننا يقوم الليل ويتصدق ويخرج من مرتبه بانتظام شيئاَ لله تعالي .. كم ؟
- كم مسلم بيننا يحافظ علي الصلوات الخمس جماعة في المساجد .. كم ؟
أي دين يدين به هؤلاء الغافلون عن الدين الغارقون في ملذات الدنيا وزينتها حتي الثمالة, , فيصبحون هلكى وصرعى في دروبها الشائكة لا هم لهم إلا أرضاء شهواتهم ..
هم مسلمون . .نعم .. ولكن ليس الإسلام الذي نعرفه .. ليس هذا هو الدين الذي ارتضاه الله لعبادة .. هذا من عمل الشيطان .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر
صدقت يا حبيب الله .. صدقت يا رسول الله .. عندما قلت " بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء " والحديث أخرجه مسلماَ عن أبي هريرة رضي الله عنه.
معشر المسلمين..
لهذا كله لا انعزال عن الواقع أن أردنا الاستقامة علي طريق الله ما بقي لنا من عمر في هذه الدنيا , ولأيأس من رحمة الله أبدا , ولابد بعد ظلمة الليل من بزوغ الفجر , وبعد العسر يسرا والله المستعان وعليه التكلان.
 والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
وكتبه/ الكاتب والداعية الإسلامي سيد مبارك




همسة في أذن النساء


منقبه, منقبات, أجمل بنت سعودية منقبه, صور منقبات جميله
همسة في أذن النساء

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئا ت أعمالنا, من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلا هادي له , و أشهد أن لا أله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

أما بعد:
من عجيب أمر النساء  في القرن الواحد والعشرين تركهن وعدم رغبتهن باكتساب العلم الشرعي النافع لهن في الدين والدنيا واندفاعهن المتدهور في تعلم العلوم غير الشرعية والكثير منها لا حاجة لهن فيها إلا التباهي والتفاخر به أو التنافس الممقوت مع الرجل في الصالح والطالح.
وهذه ليس دعوة لترك العلوم الدنيوية النافعة لهن وجلوسهن في البيت لا يفقهون شيئا في علوم الدين أو الدنيا !! والاكتفاء بلقب كان له رنة وشرف قديمًا وهو أن يقال عن المرأة أنها " ربة بيت"..
قطعا هذا مالا أقصده ولا أرضيه لنسائنا وبناتنا اليوم..لماذا؟
لأن الجهل لا ينفع في عصرنا الحالي مع تقدم العلوم في كل مجالات الحياة و تعلم الأبناء علوم لم يعرفها جيل النساء قديمًا , وكون المرأة ربة بيت بمفهومه القديم أي جاهلة لا تقرأ ولا تكتب ولا تفقه شيئا في دينها وتعتمد فقط علي فطرتها السوية في التوجيه والإرشاد كل ذلك لا ينفعها اليوم شيئاً!!
وربة البيت هذه لا ناقة لها ولا جمل أمام أبنائها لأن قدرتها في تربيتهم وإقناعهم وتوجيهم بعقلية القرن الماضي للطريق السوي في عصر الاستنساخ والكومبيوتر والعولمة أمر صعب بل هو محال.وإنما ربة البيت بمفهومه العصري والذي نحث عليه نسائنا وبناتنا هو أن تكون المرأة مثقفة دينياً وعلمياً تميز بين الحلال والحرام ..بين الصواب من الخطأ ..بين ماينفع الأبناء وما يضر.
ومن ثم تستطيع أن تضع يديها علي جذور المشاكل التي تحيط بأسرتها وبالصبر والأناة والحكمة فضلا عن الحنان والعاطفة التي لا يوازبها عاطفة أخري في الوجود " عاطفة الأمومة" تستطيع المرأة ""ربة البيت العصرية" بكل ما تملكه من علم وفقه أن تضع الأمور في نصابها الصحيح
وفي القران والسنة نصوص كثيرة للحث علي العلم وخصوصاً العلم الشرعي منها:
-قال الله تعالى: " وَقُل رَبِّ زِدْني عِلْماً " طه: 114
- و النبي - صلى الله عليه وسلم - حريص علي أن يتعلمن نساء الأمة العلم الشرعي فقال مخاطبا رجالها" لا تمنعوا إماء
الله مساجد الله"( أخرجه مسلم في الصلاة (442) والبخاري في الجمعة (900)1)
كما اذكر نسائنا وبناتنا بما كان عليه نساء الصحابة الكرام – رضي الله عنهم وعنهن أجمعين- كانت المرأة منهن حريصة كل الحرص في الذهاب لمسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - يصلين خلفه ويستمعن إليه بل ويسألنه أن يخصص لهن يوما لتفقيهن في الدين
- فعن أبي سعيد الخدري قال" جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله قال اجتمعن يوم كذا وكذا
فاجتمعن فأتاهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمهن مما علمه الله ثم قال ما منكن من امرأة تقدم بين يديها من ولدها ثلاثة إلا كانوا لها حجابا من النار فقالت امرأة واثنين واثنين واثنين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم واثنين واثنين واثنين"-أخرجه مسلم في البر والصلة (2634)
ومن ثم ينبغي علي النساء ان يحضرن بيوت الله ولا يحرمهن ازواجهن من ذلك لقوله - صلى الله عليه وسلم - " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله"- شريطة خروجهن بما يوافق الشرع كعدم التعطر والتبرج عند الخروج..الخ
وذلك حتي يتعلمن الأحكام الخاصة بهن كأحكام الحيض والنفاس وما يباح لهن ومالا يباح فضلا عن التفقه بأحكام الوضوء والصلاة وما أشبه ذلك ,ويصير ذلك منهن ضروريا عند جهل الأزواج بفقه النساء لقلة احتكاكهم ومزاحمتهم للعلماء في الجمع والجماعات بسبب انشغالهم بأعمالهم أو لغير ذلك من الأسباب !!
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
وكتبه/ الكاتب والداعية الإسلامي المصري سيد مبارك
الموقع الشخصي
http:// Sayedmobark.yoo7.com
للمراسلة

السبت، 9 أبريل 2011

الرد النفيس علي شبهات الصوفيين




الرد النفيس علي شبهات الصوفيين
إن الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين.
وبعد:
من أعظم المحرَّمات على الإطلاق التي عمَّت وانتشرتْ بين الناس: ما يتعلَّق بعقيدتهم وتوحيدهم لله تعالى، لماذا؟ لأن مخالفة التوحيد - سواء في الأقوال أو الأعمال - شِرْك، وسواء كان شِرْكًا أصغر أو أكبر، فهو الذنب الذي لا يَغفره الله لصاحبه إلاَّ إذا تابَ وآمَن، وعمل صالحًا؛ قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 48].
وقال - تعالى -: ﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [المائدة: 72].

وبعد هذا الترهيب والتحذير من الشِّرْك تجدُ الكثير من الناس - إلاَّ مَن رحِم ربِّي - يقع فيه، وسواء كان ذلك بجهلٍ وغَفلة أو بعِلمٍ ونِيَّة، فهو ظلمٌ عظيم، ومِن ذلك ما يفعله الصوفيَّة من شَدِّ الرِّحال والاستعانة بالأموات.
والاستعانة بالأموات نوعٌ من أنواع الشِّرْك الأكبر الذي نريد أن نحذرَ منه، لماذا؟ لأنه أمرٌ قد عمَّ وانتشرَ انتشار النار في الهشيم في كلِّ بقاع العالم الإسلامي، ولا يتحرَّك العلماء - إلا من رحِمَ ربِّي - خوفًا من الفتنة أو على أنفسهم - لا أدري! - من أجْل تغييره وتوضيح خطورته على العقيدة، ومخالفته لتوحيدهم اللهَ تعالى.
فشدُّ الرحال والذهاب إلى أصحاب الأضرحة من الأولياء وأقطاب الصوفية الذين ماتوا، وسؤالهم والاستعانة بهم، والنَّذْر والدعاء عندهم - إنَّما هو شِرْك يخالف صريحَ القرآن والسُّنة، وإليك بعضَ الأدلَّة على حُرْمة ذلك، مع رفْع الالتباس والردِّ على الشبهات التي يُثيرها البعض؛ ليبرِّر سوء عمله؛ سواء من الصوفية أو من غيرهم؛ لكشْف الغُمَّة عن عيون الناس، ثم ليهلِك من هَلَك عن بيِّنَة، ويحيا من حَيَّ عن بيِّنَة، والله المستعان.
الدليل الأول:
قال - تعالى -: ﴿ قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 188].
ومَن يتأمَّل الآية جيدًا، يُدركْ أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي غفر الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا.
فكيف بمن هو دونه في المقام والمنزلة والعبودية لله - تعالى - من أقطاب الصوفيَّة، وأولياء الله الذين يتوسَّل بهم الناس لجَلْب نفعٍ أو دفْع ضُرٍّ؟! حقًّا إنها لا تَعمى الأبصار، ولكن تَعمى القلوب التي في الصدور.
الدليل الثاني:
قال - تعالى -: ﴿ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ﴾ [يونس: 18].

وفي ذلك قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم": "وأكثرهم يسأل الميِّت المقبور كما يسأل الحي الذي لا يموت، فيقول: يا سيِّدي فلان، اغفر لي وارحمني وتُبْ عليّ، أو يقول : اقضِ عني الدَّين وانصرني على فلان، وأنا في حسبك وجوارك"؛ انتهى.
الدليل الثالث:
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "كنتُ خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - يومًا، فقال: ((يا غلام، إني أعلِّمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجدْه تجاهك، إذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعن بالله، واعلمْ أنَّ الأمة لو اجتمعتْ على أن ينفعوك بشيءٍ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه لك، وإن اجتمعوا على أن يضرُّوك بشيءٍ، لم يضروك إلا بشيءٍ قد كتبَه الله عليك، رُفعت الأقلام وجَفَّت الصحف))"؛ أخرجه الترمذي، وإسناده صحيح.
الدليل الرابع:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "سمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((قال - تعالى -: "أنا أغنَى الشركاء عن الشِّرْك، مَن عمِل عملاً أشْرَكَ فيه معي غيري، تركتُه وشِرْكه")) ؛ أخرجه أحمد ومسلم.
وفي هذه الأدلة الأربعة من القرآن والسُّنة الكفاية؛ ليدركَ المسلم ضلالَ اعتقاد هؤلاء بأنَّ هناك مَن ينفع أو يضرُّ مع الله تعالى، فما بال هؤلاء لا يفقهون لله حديثًا؟! ويأتون من أقاصي البلاد، ومن هنا وهناك، ويشدون الرِّحال للاحتفال بليلة مولد فلان، ويتمسَّحون بضريحه، ويبكون ويستغيثون به: يا سيِّدي فلان، مَدَد، مدد، ويذبحون الذبائح، ويقيمون الولائم، ويختلط في هذه الليلة الرجال بالنساء، وتقع المنكرات والفواحش بلا رادعٍ من دين أو ضمير، والعجيب أنَّ هؤلاء الذين يدافعون عن هذه المنكرات باستماتة يقولون: إنما نحن نتوسَّل بهم - أي: أولياء الله - ليكونوا شفعاءَ لهم عند الله - تعالى - ووسطاء، فهم أولياؤه وخاصته، وأقربهم طاعة ومقامًا ومنزلة عنده - سبحانه وتعالى - وهذا هو عينُ الشِّرْك، وذاك هو الجهْل الفاضح، والاعتقاد الفاسد، ولهؤلاء شبهات أخرى، ولا بأس أن نذكرَ في هذه المقالة ثلاثًا منها، ونردَّ عليها بالأدلة التي تدحضُها من القرآن والسُّنة، وأقوال العلماء الثقات؛ ليموت من مات منهم عن بَيِّنة، ويحيا من حيَّ عن بيِّنة، والله المستعان.
الشبهة الأولى:
يقولون: إنَّ هؤلاء شفعاء لنا عند الله - تعالى - وهذا يوافق تمامًا ما قاله المشركون قديمًا؛ كما قال - تعالى -: ﴿ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ﴾ [الزمر: 3]، وقوله - تعالى -: ﴿ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [يونس: 18].
نعم رغم قولهم هذا، فقد وصفَهم الله - تعالى - بالشِّرْك والكَذب؛ فهو - سبحانه - أغنى الأغنياء عن الشِّرك، وهو وحْدَه الذي يلجأ إليه الإنسان، يسأله ويستغيث به، ولا يَرْجَو سواه ولا يَذْبَح إلاَّ له، ولا يَتَوكَّل إلاَّ عليه، ولا يَخاف إلا منه، ولا يحلف إلاَّ باسمه، ولا يطيع إلا أمرَه، تلك هي حقيقة العبودية له - سبحانه وتعالى - فانتبه.
الشبهة الثانية:
يقولون: إنَّ الصحابة قد توسَّلوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ومَن بعده بالعباس عمِّه - رضي الله عنه - أي: إنَّ الصحابة في زعْمهم توسَّلوا بمخلوق، وهذا هو عينُ ما يفعلونه، وهذه فِرْية سوف يحاسبُهم الله عليها، وللردِّ على هذه الشبهة أنقلُ إليك ما ذكَرَه شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله تعالى - في كتابه سابق الذِّكْر قال: "استشفاع الناس بالنبي - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة، فإنهم يطلبون منه أن يشفعَ لهم إلى الله، كما كانوا في الدنيا يطلبون منه أن يدعو لهم بالاستسقاء وغيره، وقول عمر - رضي الله عنه -: إنَّا كنَّا إذا أجدبْنا، توسَّلنا إليك بنبيِّنا فتسقينا، وإنَّا نتوسَّل إليك بعمِّ نبيِّنا، معناه: نتوسَّل إليك بدعائه وشفاعته وسؤاله، ونحن نتوسَّل إليك بدعاء عمِّه، وسؤاله وشفاعته، ليس المراد به: إنَّا نقسمُ عليك به، أو ما يجري هذا المجرَى مما يفعله المبتدعون بعد موته وفي مغيبه، كما يقول البعض: أسألك بجاه فلان عندك، ويقولون: إنَّا نتوسَّل إلى الله بأنبيائه وأوليائه، ويروون حديثًا موضوعًا: (إذا سألتم الله، فاسألوه بجاهي؛ فإن جاهي عند الله عريض)، فإنَّه لو كان هذا هو التوسُّل الذي كان الصحابة يفعلونه - كما ذكر عمر، رضي الله عنه - لفعلوا ذلك بعد موته، ولم يَعْدلوا عنه إلى العباس، مع عِلمهم أنَّ ذلك التوسُّل الذي ذكروه هو ما يفعله الأحياء دون الأموات، وهو التوسُّل بدعائهم وشفاعتهم، فإنَّ الحي يطلب منه ذلك، والميِّت لا يطلب منه شيء؛ لا الدعاء ولا غيره"؛ انتهى.

ثم إنَّ هؤلاء لو تحدَّثتَ معهم بالحُجة، فقلتَ لهم: إنَّ الدعاء عبادة خالصة لله - تعالى - فهو وحْدَه القادر على الإجابة، فأمره بين الكاف والنون، إنْ أراد شيئًا، فإنَّما يقول له: كنْ فيكون.
فإذا دعا الإنسان ربَّه قائلاً مَثَلاً: "اللهم أجِرْني من النار"، الدعاء هنا لله - تعالى - أم للمخلوق؟ سيقولون - بلا ريب -: لله تعالى؛ فهو خالق الجنة والنار، ومُيسِّر الأسباب، وبيده ملكوت كلِّ شيء، فنقول لهم: هذا شيء جميل، فإذا كان الأمرُ كذلك، فما معنى ذهابكم إلى السيد البدوي أو الدسوقي أو غيرهما، وقولكم أمام ضريح المقبور: "يا فلان، نسألك كذا وكذا؟! وقد اتَّفقنا على أنَّ الدعاء عبادة خالصة لله - تعالى - فيكون الدعاء عند غيره من أصحاب الأضْرحة وسؤالهم شِرْك؛ لأنهم مخلوقون لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم نفعًا ولا ضرًّا، ولا حياةً ولا موتًا ولا نشورًا، إن قالوا: نعم، فقد أقاموا الحجة على أنفسهم، وإن قالوا: لا، وتهرَّبوا وجادَلوا، وجَحدوا وتكبَّروا عن الانصياع للحقِّ، فقد صَدَق فيهم قول الله - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ﴾ [الأعراف: 194].
هذا، وهناك من عوام الناس لجَهْلهم ومعتقدهم الفاسد يظنون أن شدَّ الرحال إلى أولياء الله أنفعُ من حَجِّ بيت الله الحرام!!

ومِن ثَمَّ، فإنَّ ما يفعله هؤلاء القبوريون وصْمَةُ عارٍ في جسد الأمة الإسلاميَّة يُسأل عنها الأمراءُ والعلماء، إلاَّ مَن رحِم منهم ممن جاهَر بكلمة الحقِّ، ولا يخاف في الله لوْمَة لائمٍ.
أمَّا علماء السوء الذين خافوا على لُقمة العيش، أو طمعًا في الاستمرار والبقاء في مناصبهم الدنيوية الزائلة، لا نقول لهم إلا قول الله - تعالى - لنذكِّرَهم بحقِّه - سبحانه - ويحذوا حذْوَ إخوانهم من العلماء المخلصين؛ قال - تعالى -: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [آل عمران : 104 - 107].
الشبهة الثالثة:
يقولون: إنَّ مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيه قبرُ النبي وصاحِبَيه، ونحن نشدُّ الرحال إليهم، فما الفَرْق؟
قال علماؤنا في الردِّ على هذه الشبهة ما يلي:
أولاً: القبر كان في حُجرة السيدة عائشة - رضي الله عنها، كما هو معلوم - في بداية الأمر، وكان قريبًا من المسجد، وكان بين البيت والمسجد الروضة الشريفة؛ كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة))، هذا وقد ظلَّ البيت خارج المسجد في عهْد الخلفاء الراشدين والتابعين، وتابعي التابعين، وهم القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيريَّة، ثم جاء العهْد الأموي، وأدخل الوليد بن عبدالملك حجرة السيدة عائشة - رضي الله عنها - وفيها قبرُ النبي وصاحِبَيه داخل المسجد لتوسعته، ويومها بكى أهل المدينة كما لم يبكوا إلا يوم مات النبي - صلى الله عليه وسلم - لعِلْمهم بتحذيره من اتخاذ القبور مساجدَ، من ذلك ما أخرجه مسلم أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال قبل موته بخمس: ((إنَّ مَن كان قبلكم كانوا يتخذون قبورَ أنبيائهم مساجدَ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجدَ؛ إني أنهاكم عن ذلك)).

ومن ذلك ما أخرجَه البخاري وأحمد أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنَّ مِن شِرار الناس مَن تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد)).
ثانيًا: نحن مأمورون بشَدِّ الرحال إلى المسجد النبوي؛ لحديث:  ((لا تُشَدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد))، ومِن ضِمنهم المسجد النبوي، ولسنا مأمورين بشدِّ الرحال للحسين أو البدوي، أو الدسوقي أو غيرهم؛ انتبه.
ثالثًا: إنَّ كثيرًا من الصحابة الذين ماتوا - رضوان الله عليهم أجمعين - لم تسجِّل لهم كُتبُ التراث والتاريخ حالة واحدة من أنَّ واحدًا منهم زارَ قبرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - أو صحابي آخر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وسأله مسألة أو استغاث به، أو اتَّخذه وسيطًا أو شفيعًا عند الله - تعالى - وكذلك في عهْد التابعين، وتابعي التابعين، وهم أفضل الأمة إيمانًا وتقوى ووَرَعًا، وفِقهًا وعِلْمًا، ويقينًا وخوفًا من الله تعالى.
فهل أقطاب الصوفيَّة الذين يتوسَّل بهم هؤلاء القبوريون أفضل كرامةً ومنزلة ومكانة من النبي - صلى الله عليه وسلم - أو أصحابه - رضي الله عنهم أجمعين - الأمر لا يحتاج إلى تعليق وشكٍّ في ضلال مَن يقول بذلك، وفي حُرْمة شدِّ الرحال والسؤال، والاستعانة بغير الله - تعالى - وإنْ دلَّ هذا على شيء، فإنَّما يدلُّ على أنَّ الأمة المحمديَّة قد أصابها الحُمَّى الشِّرْكية في أماكن مُتفرِّقة من جسدها، فإنْ لم ينهضْ أطباء الأُمَّة وعلماؤها بكشْف الداء، وتشخيص الدواء - وهم ورَثَة الأنبياء - في جميع وسائل الإعلام: المقروءة والمسموعة والمرئية، دون خوفٍ من الفتنة، أو على أنفسهم أو مناصبهم الدنيوية، والحق أحقُّ أن يُتَّبَع، فقد تعودُ الأمة إلى جاهليَّتها ووثنيَّتها رغم التقدُّم العِلمي والتكنولوجي في العصر الحديث.
وبعد، لقد أطلنا الحديث عن حُرمة شدِّ الرحال، ولكن كان ولا بُدَّ من البيان والتوضيح؛ فهو أمرٌ قد عمَّ وانتشر، والأخطر من ذلك، فهو شِرْكٌ أكبر - والعياذ بالله - مما احتاج منِّي إلى هذه الاستفاضة في الشَّرْح، والله من وراء القصْد، وهو الهادي إلى الصراط المستقيم، والحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على النبي الخاتم، وآله وصحبه أجمعين.











نافذتك إلي العالم

مواقع للغة العربية والشعر
اللغة العربية
بالصوت
-شبكة الفصيح لعلوم اللغة العربي
 والفكري 
 اللغة العرب
  مواقع طبية هامة 
   موقع الإسعافات الأولية E
 الطبية
 بالأعشاب الطبية
والمراكز الطبية
العالميةwho
النفسية والجنسية
  منظمات دولية  
 صحف عربية 
 صحف أجنبية 
 
 جرائد مصرية 
 مواقع علمية هامة  
الدول العربية والأجنبية 

 عالمية الإسلام  
 مواقع إسلامية بكل  اللغات   
 لدروس موقع دار الإسلام
بالانجليزي
 باللغة الروسية
 موسوعات علمية 
- الموسوعة الإلكترونية

 منوعات طيبة ومفيدة 

 الفيديو بجميع الامتدادات

برامج تهمك لا غني عنها  
http://sayedmobark.yoo7.com