الأربعاء، 13 أبريل 2011

الواقع المر ومسلمون بلا هوية

الواقع المر ومسلمون بلا هوية
الحمد لله وكفي والصلاة والسلام علي من أصطفي وبعد..
جميعاً نعلم أن الدين هو أساس حياة الإنسان وسبب سعادته في الدنيا والآخرة والنبي ( منذ بداية البعثة حتي نهاية حياته أي 23 سنة كان جل همه الدعوة لله وتوحيده وعبادته .. وفي سبيل ذلك تحمل مالا يتحمله بشر حتي جاء نصر الله ودخل الناس في دين الله أفواجا , والصحابة الكرام تركوا الأهل والديار والأموال وهاجروا إلي المدينة وشاركوا في
الغزوات فأستشهد منهم ومات من مات وبقي الآخرين يدعون لدين الله ويطبقونه علي أنفسهم .. فحياتهم كانت لله .. وأموالهم لله .. وعبادتهم لله .. حتي توفاهم الله وقد رضي عنهم ورضوا عنه , واستمر الحال هكذا في جيل التابعين وتابعي التابعين. صاروا يدعون لله بلا كلل أو ملل رغم الفتن التي انتشرت , ورغم البلاء الذي أصابهم .. تماسكوا وثبتوا علي الحق لا يضرهم من خذلهم ولا يخافون في الله تبارك وتعالي لومة لائم حتي شهد لهم الرسول الكريم ( لهؤلاء الأجيال الثلاثة بالخيرية ..
 ( خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قال عمران لا أدري أذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعد قرنين أو ثلاثة قال النبي صلى الله عليه وسلم إن بعدكم قوما يخونون ولا يؤتمنون ويشهدون ولا يستشهدون وينذرون ولا يفون ويظهر فيهم السمن)
إنهم أذن مسلمون بلا هوية, مسلمون في البطاقات الرسمية فقط وفي الحياة مستسلمون تماماً للأمر الواقع.
ولا يخفي علي العليل الذي في عينه رمد معرفتهم فضلاً عن المعافى السليم البصر , لان في هذا الزمن ينطبق علينا نص الحديث تماما ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .ً
نعم .. معشر المسلمين ..
في القرن الواحد والعشرين أصبح الدين عند الكثير منا إلا من رحم ربي مجرد طقوس وشعائر بين العبد وربه لا دخل له في الدنيا .. ولهذا نجد المسلم المرتشي والمختلس والسارق يصلي الصلوات في أوقاتها .. لكن لا ترده عن السرقة ولا تنهاه عن الرشوة .. لماذا ؟
لأنه يصلي بلا خشوع ولا يدرك عظمة من يقف بين يديه .. وتجد المرأة المتبرجة العارية التي بشرها النبي ( بالنار أن لم تتوب وتحتشم وتلتزم بالحجاب الشرعي .. تصوم وتذكر أذكار الصباح والمساء وتصلي الضحي , وتتصدق , وربما كانت من أعضاء جمعية تحرير المرأة فلا تعترف بالحجاب وتهاجم الختان ونظام الميراث الذي جعل نصيب الرجل بنصيب امرأتين , وتنكر أمور معلومة بالدين بالضرورة ربما تخرجها من الملة والعياذ بالله .
-وربما نجد مسلمون عن الصلاة غافلون وفي أحاديث الدنيا والتجارة عن نداء ربهم ساهون وإذا قاموا للصلاة قاموا كسالي يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً , والله تعالي يقول:
" فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) ويَمْنَعُونَ المَاعُونَ (7) " - الماعون
ووادي ويل .. وادي في جهنم تستعيذ منه النار نفسها من شدة حره
-وربما تجد كثيرا من العباد يحلفون بالله في الصالح والطالح .. في الحق والباطل .. في الصواب والخطأ , فلفظ الجلالة علي السنة العباد لا يرهب القلوب الميتة ..
- الحلف بالله أمره هين في قلوبهم ولكنه عند الله عظيم ..والله لا أفعل كذا ويفعل .. والله لأفعل كذا ولا يفعل "" في قلوبهم مرضا فزادهم الله مرضا "
وإذا حلف العبد بالله العظيم حدث كذا فلا يصدقه أحد , وربما اتهموه بالكذب والخيانة .. وإذا حلف بالطلاق وأن لم يتزوج صار صادقا وأمينا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وإذ كان الدين عند بعض الناس مجرد طقوس فلن تتغير حياتهم أبدا.. لماذا ؟
لأنه تعالي يقول:
(إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وإذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ ومَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن والٍ (11)-الرعد )
, ولن يكون للدين علاقة البتة فيما يفعلونه الناس في الدنيا من حلال أو حرام ‍‍.
.والبعض الأخر إلا من رحم ربي يتخذ دينه لعبا وسخرية والعياذ بالله ..
فهناك من يسخر من السنة واللحية .. والنقاب بل والحجاب نفسه .. وهناك من يستهزأ بكتاب الله .. بل والملائكة الكرام عليهم السلامة .. وهاهو كاتب ساخر أشتهر بكتابة نصف كلمة في جريدة قومية واسعة الانتشار فقال وبالتحديد يوم الاثنين 19/9/2005 تعليقا عن قلة الوفيات والنعي في جريدة قومية أخري , وأن كان يقصد بكلامه تلميحا ما حدث فيها من تجاوزات فهذا شأنه ,ولكن ما يهمنا هنا تعليقه الذي يأباه كل مسلم غيور علي دينة ويخاف عليه من سقطات هؤلاء الكُتاب المثقفين في علوم الدنيا الجاهلين جهل مركب بعلوم الدين ..
قال تعليقا عن قلة النعي: " لا تفسير لذلك إلا أن سيدنا عزرائيل مشغول جدًا بعدما جاله عقد عمل في العراق !!.
وتعليقي علي هذا الإسفاف إنه أمر خطير فملك الموت لا يصف بأنه عاطل ويبحث عن عمل وقد وصف الله ملائكته بأنهم عباد مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
- والواقع المر الذي نعيشه يجعلنا نسأل .. كيف يزني المسلم وهو يشهد أن لا إله إلا الله محمدا رسول الله .. كيف ؟
-كيف يسرق ويرتشي وهو دائم الصلاة علي النبي ( .. كيف؟
-كيف يشرب الخمر ويتعامل بالربا وفي يده سبحة ولا يفتر لسانه عن ذكر الله تعالي .. كيف؟
وفي المقابل كم مسلم بيننا في عفا لحيته لأن النبي ً أمر بها ويأثم بحلقها.. كم ؟
-كم مسلم بييننا يقوم الليل ويتصدق ويخرج من مرتبه بانتظام شيئاَ لله تعالي .. كم ؟
- كم مسلم بيننا يحافظ علي الصلوات الخمس جماعة في المساجد .. كم ؟
أي دين يدين به هؤلاء الغافلون عن الدين الغارقون في ملذات الدنيا وزينتها حتي الثمالة, , فيصبحون هلكى وصرعى في دروبها الشائكة لا هم لهم إلا أرضاء شهواتهم ..
هم مسلمون . .نعم .. ولكن ليس الإسلام الذي نعرفه .. ليس هذا هو الدين الذي ارتضاه الله لعبادة .. هذا من عمل الشيطان .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر
صدقت يا حبيب الله .. صدقت يا رسول الله .. عندما قلت " بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء " والحديث أخرجه مسلماَ عن أبي هريرة رضي الله عنه.
معشر المسلمين..
لهذا كله لا انعزال عن الواقع أن أردنا الاستقامة علي طريق الله ما بقي لنا من عمر في هذه الدنيا , ولأيأس من رحمة الله أبدا , ولابد بعد ظلمة الليل من بزوغ الفجر , وبعد العسر يسرا والله المستعان وعليه التكلان.
 والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
وكتبه/ الكاتب والداعية الإسلامي سيد مبارك




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق