الحمد لله رب العالمين وكفي والصلاة والسلام علي من اصطفي وبعد..
إلي أين يسير شباب الأمة المحمدية؟
في عصر الانترنت والفضائيات المفضوحة..عصر الكرة والرقص وخراب الذمم وضياع الكرامة والشرف...الخ
أن شبابنا بمختلف ميوله واتجاهاته قنبلة موقوتة علي وشك الانفجار- وقد انفجرت فعلا في تونس ومصر وليبيا واليمن والأمر مستمر طالما يتجاهل أولي الأمر مشاكلهم وحاجاتهم ورغباتهم الشرعية عن عمد وإصرار- وهم مستقبل الأمة حقاً أن أحسنا توجيهم إلي الحق والصواب والخير وبينا لهم صحيح الدين من علمائه ودعاته المخلصين الذين يمنعونهم بحجة إقبال الناس عليهم ومنهم الشباب خوفا من تنطعهم وتخلفهم !!.
وسبحان الله..
لماذا نترك أهل الأهواء والإفساد طلقاء يسممون العقول وينشرون لغة العنف والجنس والإلحاد في أفلامهم ومسلسلاتهم ومقالاتهم وكتبهم دون كلمة تأنيب واحدة ..الأمر جد خطير ويحتاج لوقفة جادة..
هل الرقي وحرية الرأي لا تكون إلا بالانسلاخ عن الدين والأخلاق الحميدة ؟!
أي خير ينتظر شبابنا بمعصية الله ورسوله- صلى الله عليه وسلم -.
وأين نحن من قول الله تعالي: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19)- النور
إننا إذا أفسدنا أخلاق الشباب وشجعنا الاختلاط وحاربنا العلماء والدعاة المخلصين لدينهم وفتحنا لهم طريق مليء بالأشواك ووضعنا لهم العراقيل لعودتهم إلي طريق الحق والرشاد ..
فالأمر المنطقي لكل هذه السقطات والسلبيات أن نري شباباً لا يعرف حقيقة الدين ويستجيب لصاحب كل فكر شاذ أو عقيدة فاسدة أو مذهب منحرف ويستغل الدين لأهدافه الخبيثة كما لا يخفي ..
..صار العلم الشرعي الذي ينير بصيرة العباد بما يرضي الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - تنطع وتخلف ورجعية عند البعض..
حتي صارت اللحية والجلباب الأبيض والسواك من صفات الإرهابي حتي يثبت لهم عكس ذلك!!
وأصبح النقاب علي وجه المرأة المسلمة دعوة للتخلف عن ركب الحضارة.. لأنه ضد حرية المرأة في أن تتبرج وتتعري كيفما شاءت, وكأنما التي ترتديه كائن شاذ و ليس امرأة من بني البشر لبسته عن قناعة ورضا!!
لماذا أذن التباكي علي اللبن المسكوب وحرية المرأة التي حبسها الرجال المتطرفين المتخلفين خلف قناع أسود يغطي وجهها الجميل وملابس سوداء تستر جسدها وأنوثتها ودلالها!!
ألا ساء ما يقولون...
وأنا لا أدري أين الحرية الشخصية التي يتباكون عليها ويستميتون في الدفاع عنها وذلك فيما يخص حرية المرأة في أن تلبس ما تشاء ؟ !!
أما أن الحرية الشخصية لمن يخرج عن شرع الله فقط ...حقاً أن لم تستحي فأفعل ما شئت..
أيها السادة أهل الحل والعقد..
هنيئا لكم فقد نجحتم بجدارة في تدمير الشباب دون قصد أو بقصد وسوء نية بترك الكثير من أدعياء الفكر يشكلون عقول الشباب ويتشدقون ويبكون علي حريته وهم السبب في مشاكله وأزماته ..
لقد حطموه نفسيا .. وأنهكوه جسديا.. وخدعوه عقليا بالتدليس والتحريف للدين علي هواهم ..
فماذا كانت النتيجة المنطقية لكل هذا؟
شباب مشتت الفكر بين الاختلافات والآراء .. زائغ العينين بعدما زيفوا له الأدلة والوقائع لطمس الحقيقة من أجل انتماءه إليهم وصار الكثير منهم لا يدري من يصدق ومن يكذب!!
الكل عنده منافقون وغشاشون وضالعون بأيديهم في التغرير به وتدميره بقصد وسوء نية ..
إنه يبحث عن حلول لمشاكله وهمومه فلا يجد غير نصائح بالية وأفكار هدامة , ويبحث عن توجيه وإرشاد فلا يجد إلا أصحاب هوي ومصلحة لاستقطابه وترويضه ليحلف لهم يمين الولاء لمباديء ومذاهب لا ينتمي لها ولا تحل مشكلاته وإنما تزيدها تعقيدا , ويبحث عن زواج واستقرار ليريح نفسه وجسده المنهوك فلا يستطيع لعادات وتقاليد وأعراف ما أنزل الله بها من سلطان ..
وأقول لأهل الحل والعقد القائمون علي أمر الشباب ..
أن أردتم حقا أن يكون الشباب مستقبل الأمة فعليكم بتغذية عقله وروحه بما ينفعه لا بما يفسده ويدمره.. بما يبث فيه روح التحدي والعمل لا روح اليأس والإحباط. علموه علي أسس علمية وتربوية ونفسية وصحية , ولا تتركوه في زورق للنجاة في بحر لجي يموج بالاختلافات والمذاهب والمعتقدات وتنتظروه علي الشاطيء ..أنقذوه قبل أن يغرق في الفكر الضال والمتطرف إنه شباب يعيش فراغ روحي وديني وعقد نفسية لا أول لها ولا آخر..
وبالله عليكم..
لماذا تعلموه الشيوعية وتعاليم ماركس ولينين ما الفائدة من تعليمه إياها؟!
ألم يقل كارل ماركس : إن الدين لم ينزل من سماء ولم يأت به رب وإنما جاءت به ضرورات اقتصادية أرضية.
أليس هو القائل \" إن الدين هو أفيون الشعوب \"
وقال لينين : إنا لا نؤمن بالله ونحن نعرف كل المعرفة إن أرباب الكنيسة والإقطاعيين والبرجوازيين لا يخاطبونا باسم الله إلا استغلالا.
وقد وصل به الإلحاد والكفر إنه كتب خطابا للكاتب الروسي \" مكسيم جوركي \" قال فيه : إن البحث عن الله لا فائدة منه ومن العبث البحث عن شيء تضعه في مكان تخبئه فيه , وبدون أن تزرع لا تستطيع أن تحصد وليس لك آله لأنك لم تزرعه بعد , والآلهة لا يبحث عنها تزرع يخلقها البشر ويلدها المجتمع .
هل هذا ما تريدونه للشباب .. أن يؤمن بكل هذه السخافات ويلحد ؟!!
تريدونه ماركسيا مسلما ..كيف يجتمع الكفر والإيمان ؟
إنه شبابنا ومستقبل هذا البلد فلماذا تدمروه وقد أثبتت الشيوعية فشلها حتي في عقر دارها أفلا تعتبرون؟
وهناك من يعلمه الفلسفة وفكر سارتر الوجودي : الذي يري إن الإنسان ولد ليموت وإنه لا معني لحياته, أو فكر فرويد : الذي يري إن الإنسان حيوان يلهو بأعضائه التناسلية ويعلموه أفكاره الشاذة بان الطفل عندما يرضع من ثدي أمه فهو يشعر باللذة الجنسية !!.
أي عاقل يقول هذا الأمومة والطفولة مادة إثارة جنسية .. لا عجب إن ماركس وفرويد و سارتر كلهم يهود !!
واليهود هم اشد الناس عدواة للذين أمنوا والله ينهانا عن اتخاذهم أولياء
قال تعالي:
) بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (139))-النساء
وأنا لا أدري لماذا يتعلم الشباب هذه السموم في الجامعات والمعاهد وتقال في الندوات والمنتديات ...إلي آخره
رغم أنها تعاليم لا تفيده في أمر دينه ودنياه , وهو بطبيعته السوية والفطرية يرفض هذه السموم من الأفكار والمذاهب التي تبعده عن دينة إلي هاوية مالها من قرار إلا البعض ممن غرهم شياطين الإنس ...نسأل الله تعالي أن يهديهم إلي طريق الحق والرشاد .
فماذا يفعل الشباب الذين يتباكون علي مستقبله في القرن الواحد والعشرين أمام كل هذا الضلال الفكري , وكيف ينجو من هذا الفخ بلا إرشاد أو توجيه وهؤلاء لا يكفون عن إرشاده وتوجيهه إلي طريق الغواية والكفر؟!
وهو متعطش لمعرفة دينه علي أسس سليمة.
نصيحة للشباب وعلي كل حال أني ادعوا أخواني من الشباب أن يجتهد كل واحد منهم إذا تقاعس علماء الدنيا والمصلحين والمربين علي القيام بدورهم في إرشاده وتوجيهه إلي تحصيله للعلم الشرعي من العلماء والدعاة الثقات الموجودين علي الساحة ومزاحمتهم بالمناكب فان رحمة الله لا تفارقهم .
وعليه أن يتفقه في دينه ويطلع علي كتب العلم الصحيحة لا الكتب التي تدعوه للتنطع والغلو والتشدد والخرافات وتستحل المحرمات وتدعوا إلي صب المزيد من الزيت علي النار ..
فالعلم الشرعي الصحيح وحده هو طريق النجاة وقد حث الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - عليه ..
قال تعالي: ( وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114) )- طه
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - \" من سلك طريق يلتمس فيه علما سهل له طريقا الي الجنة \" - أخرجه مسلم والترمذي\"..
وما أجمل ما قاله الصحابي الجليل أبو الدرداء – رضي الله عنه قال:\" كن عالما او متعلما او مستمعا ولا تكن الرابع فتهلك\"
ولله در الشاعر الذي قال:
العلم يحيي القـلوب المــيتين كما تحيا البلاد إذا ما مسها المطر
والعلم يجلو العمي عن قلب صاحبه كما يجلي سواد الظلمة القمر
نصيحة لأهل الحل والعقد:
ينبغي بعد كل ما ذكرناه أن نبين إلي من يهمه الأمر هذه الحلول التي تنبع من تعليم الدين السمحة وهي حلول عملية لا أنكر أنهم يعرفونها جيدا وهم أيضا لا يجب أن ينكروا إهمالهم إياها سنة بعد أخري ووضع رؤوسهم في الرمال كالنعام لسبب لا ندريه !!
حتي صارت مشكلة الشباب من المشاكل المستعصية علي ذي العقول والألباب ولم تعد المسكنات الموقته للمشكلة تنفع والأحداث التي نراها اليوم من ثورات في ربوع عالمنا الإسلامي خير دليل علي ذلك..
وهذه الحلول علي كل حال بلاغ للناس وذكري لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد وما علي الرسول إلا البلاغ.
1- منع الاختلاط بين الجنسين في أماكن الدراسة المختلطة لأن الاختلاط علي هذه الصورة الفجة والمشينة هو إفساد للخلق وهبوط بالتعليم وصرف لطاقات الشباب إلي الحب والغرام ..إلي آخره..
ولابد من فصل الطالبات عن الطلبة في أماكن الدراسة والمدرجات حتي لو لزم الأمر جعل اليوم الدراسي علي فترتين صباحا للطالبات ومساءا للطلبة فهذا أفضل من انتشار الزنا عن طريق ما يسمي بزواج الدم أو الزواج السري أو الزواج العرفي الذي يتم بلا ولي أو إشهار أو غير ذلك وأشبهه من صور الزواج المودرن الذي يبتدعه الشباب المراهق بعد أن أثارت غرائزه كل هذا السفور والعري والخلوة وما هو أسوأ من ذلك..
والمتأمل لشباب الجامعات اليوم يراهم يهتمون بالتجمل والأناقة وأتباع الموضة وارتداء أحدث الأزياء أكثر من اهتمامهم بالاستماع للمحاضرات والتحصيل العلمي..
حتي صارت الجامعات والمعاهد كرنفالات وصالات عرض أزياء مفتوحة تتكشف فيه الطالبات وتتعري أمام الطلبة بلا حياء وبلا رادع من دين أو أهل أو قانون ويختلط الحابل بالنابل وظن شراً ولا تسأل عن السبب!!
وصارت العلاقة بين الطالب والطالبة من الشباب وهم في أوج مرحلة المراهقة وفوران الغريزة زمالة وصداقة و أمر عادي لا غبار عليه وإنكاره نوع من التخلف والتعصب الذي يجب أن يستأصل !!
ومن ثم لا يحل منعهما من ممارسة طقوس الحب والغرام , ومن الخلوة والحركات المثيرة والتكشف والتعري إلي آخره..
فقد تغير الزمان وتحضرت الأمم وتحررت المرأة , وأن حدث بينهما علاقة ما ترتكب فيها المحرمات من لمس وتقبيل وخلافه فهي قصة حب ورومانسية ومشاعر لطيفة يجب تشجيعها إلي أخر ما يقال ..
وكل هذا يحدث ومازال يحدث في كثير من جامعاتنا ولم نسمع لأنصار الفضيلة من المثقفين والمفكرين والمربين الذين يدافعون عن الشباب حس ولا خبر لما يحدث بعد انتهاء اليوم الدراسي في جامعات الغرام!!
أقصد جامعات التعليم المختلط .
والنبي - صلى الله عليه وسلم - جعل خير صفوف الرجال في الصلاة التي هي ابعد ما تكون عن مواطن الفتنة أولها وصفوف النساء أخرها رغم احتشامهم بالحجاب والذي لا تصح الصلاة إلا به والحكمة من ذلك لا تخفي علي أحد.
2-محاربة العادات والتقاليد التي تفرض علي الشباب التزامات مالية صعبة , وحبذا لو قامت الدولة بما لها من أمكانيان صندوق لمساعدة الشباب العازب وبحد أقصي يكفي لعيشة كريمة , ولا تزيد الأسر والعائلات بمطالبة الشاب بأكثر من هذا الحد في بداية زواجه إلا إذا كان قادرا ويبتغي مرضاة عروسه , أما غيره فهو الذي يجب أن يهتم بأمره ومساعدته , وعليه أن يسدد ما أخذه علي أقساط دون فوائد ربوبية لا تثقل كاهله مع وضع الشروط غير التعسفية التي تراها الدولة لحفظ حقوقها ..
والهدف من ذلك مصلحة الشباب وحفظهم وليس تدميرهم وتركهم لطريق الرذيلة والانحراف.
ولقد حث النبي الشباب علي الزواج فقال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء-أخرجه مسلم
-كما أوصي أولياء أمور النساء وأوصيهن بقلة المهر لقول النبي \" خير النساء أيسرهن مؤنة\"
3-الرقابة الصارمة لما تعرضه وسائل الإعلام المختلفة من فن وخلاعة وأفلام مدمرة حرصا علي الشباب وهم مستقبل الأمة من السقوط في مستنقع الرذيلة ,وإن كان ذلك غير ممكن للضغوط التي يقوم بها أدعياء الحرية فليكن الجميع علي مستوي المسئولية فيما يتعلق بالدين ويخرج عن حدود الله..
وإذا كان لابد من الفن فليكن فن راقي لا يثير الغرائز ولا يدفع الشباب إلي العنف فالفنان صاحب رسالة إن احترم نفسه وجمهوره وما يقال عن الفن السينمائي يقال علي غيره .
فالعبرة في عدم الخروج عن تعاليم الدين واذكر أولياء الأمر ومن ينوب عنهم في حل مشاكل الشباب قول ربهم جل جلاله (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) )-ال عمران
وكذلك اذكرهم بحديث الصادق المعصوم - صلى الله عليه وسلم - \" مثل القائم على حدود الله و الواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة في البحر فأصاب بعضهم أعلاها و أصاب بعضهم أسفلها فكان الذي في أسفلها
إذا استقوا من الماء فمروا على من فوقهم فتأذوا به فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا فاستقينا منه و لم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم و ما أرادوا هلكوا جميعا و إن أخذوا على أيديهم نجوا و أنجوا جميعا \" .-أخرجه البخاري
وبناء علي هذا ينبغي زيادة الوعي الديني بمختلف وسائل الأعلام واستضافة علماء الأمة الثقات المعتدلين من الأزهريين وغيرهم ممن يقبل عليهم الشباب ويستمع لنصائحهم لنشر الوعي الديني والعقيدة الصحيحة أسوة بالفنانين والمطربين ولاعبي الكرة الذين تفسح لهم مساحات هائلة من اجل الربح من الإعلانات والمكالمات وللأسف الشديد كل هذا علي حساب أمن ومستقبل شباب الأمة التائه الحائر.
4-أعادة النظر في المواد التعليمية المختلفة: وتطهيرها من كل الشوائب التي تخالف الدين وحقائقه الثابتة والتي تزرع الشك في عقول الشباب في دينه وعقيدته , وكذلك إعادة تدريس الدين وعلومه في جميع مراحل التعليم وجعله مادة رسوب ونجاح ولا يختص بكليات معينة حتي تتكون في عقول الشباب ثقافة دينية تحميه من الأفكار الخاطئة ممن يحاولون استمالته وتجنيده لخدمة أهدافهم الدنيئة وزعزعت الأمن والاستقرار وإرهاب الناس.
5- إلقاء الضوء علي كل مجتهد ومبدع في جميع مجالات العلوم والمعرفة: ممن يخدمون الوطن وليسوا من هواة الترف الفكري والأفتراء الديني ..لماذا؟
لان الشباب الجاد في حاجة شديدة اليوم إلي القدوة الصالحة التي تبث فيه روح التحدي والإصرار والنجاح والتفوق ..
في حاجة إلي رمز للتضحية والوفاء في سبيل الدين والوطن..
واسألوا شباب اليوم عن هؤلاء الصحابة والتابعين وتابعي التابعين خير قرون الإسلام علي الإطلاق.. أبو هريرة – سلمان الفارسي – ابن مسعود- الحسن البصري – مالك بن دينا- الليث بن سعد- ابن تيمية- ابن القيم..الخ
الأمر يحتاج إلي البحث والإطلاع فسيرتهم مجهولة وأسمائهم غريبة علي عقول الشباب إلا من رحم ربي.
.لكن أسألوهم عن الأميرة ديانا معبودة الجماهير الإنجليزية وحفلة زواجها الأسطوري الذي استمر ساعتين أو أكثر ثم خيانتها لزوجها وقصة حبها لدودي الفايد ومقتلهما في حادثة السيارة الشهير والذي يثير اللغط والاتهامات حتي اليوم.
أسألوهم عن أسطورة الكرة ماردونا الأرجنتيني وقصته مع المخدرات..
اسألوهم عن هؤلاء المطربات والمطربين من أصحاب الفيديو كليب المكشوف والعري الفاحش والتي يتهافت الشباب لسماعهم و مشاهدتهم وهم يرقصون بحركات مثيرة مبتذلة ..
هل يصلح هؤلاء وهؤلاء قدوة لشبابنا ؟!!..
قطعا لا ..لماذا إذن تسليط الضوء عليهم ونهمل علماء الدين والعلم والفكر والأدب ..الخ
لماذا لا نلقي الضوء دومًا عن السيرة العطرة لنبي الرحمة في هذه الأوقات العصيبة التي يتعرض فيها نبينا - صلى الله عليه وسلم - إلي حملة شنيعة من السفهاء من الصليبيون الجدد.
ثم ألا يكفي قوله تعالي ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)-الأحزاب
حتي ندرس سيرته ونعرضها عن الشباب في جميع وسائل الأعلام ولا نكتفي بذلك في مولده الشريف ..
كما تحتفل بموت الفنانين والفنانات والمطربين والمطربات بعرض أعمالهم وأفلامهم التي تخرج أغلبها عن حدود الله تخليدا وأحياءًا لذكراهم...هل يعقل هذا ؟
أمة تحتفل بنبيها مرة واحدة في السنة ؟!
وهو الأسوة الحسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الأخر..اللهم أني قد بلغت اللهم فأشهد.
6- العمل علي استقرار دعائم الأسر الفقيرة بالدعم المباشر :وتشجيعهم علي العمل ومساعدتهم بكل الوسائل المتاحة لأنها أول من تمهد للشاب طريقه منذ طفولته..
ولا أغالي أن قلت أن الأسرة هي العمود الفقري لأي مجتمع في تربية وتأهيل شبابه لتحمل مسؤولياته في الحياة ..
والأسرة المسلمة أن توفرت لها مقومات المعيشة الطيبة قادرة علي ذرع الوازع الديني في نفوس أبنائها وتنشئتهم علي الفضائل والأخلاق الحميدة منذ طفولتهم حتي يصيروا شبابا أقوياء لا تهزهم عواصف الفتن ولا رياح التغيير علي التمسك بحب الدين والوطن ..
وهذا من حسنات الإسلام وتعاليمه ..الم يقل النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -\" « ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام الأعظم الذي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها وولده وهي مسئولة عن رعيتها وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسئول عنه ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته »- متفق عليه
وبعد.. ما ذكرنا هنا عن الشباب قليل من كثير ويجب التنبيه دوماً أن الدين وتعاليمه السامية البعيدة عن تنطع المتشددين فيه وزهد المفرطين به هو سبب ثراء الأمة قديما وحديثا وغناها بالشباب المتفتح الصالح الذي يبحث عن اللقمة الحلال والعلم النافع الذي ينفعه في دينه ودنياه ,وينائي بنفسه بعيدا عن مزالق السياسة وفكر الجماعات المختلفة التي جعلت الكثير من أهلها هلكي وصرعي يتقاتلون ويتجادلون بلا طائل غير ضياع الوقت في القيل والقال والثمن فادح ندفعه اليوم في إصلاح ما يمكن إصلاحه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل وكتبه/ الشيخ سيد مبارك كاتب وداعية إسلامي مصري |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق